بسم
الله الرحمن
الرحيم سماحة
السيد علي
الخامنئي
مرشد الثورة
الإسلامية
الإيرانية
ـــــ
طهران . السلام
عليكم ورحمة
الله
وبركاته
! . أبعث
إليكم
برسالتي هذه
وأنا كلي
إيمان وثقة
بأنها ستكون
فاتحة عهد
جديد من
التفاهم ،
والحوار
الإيجابي ،
وتبادل وجهت
النظر ،
مما عزز
وحدة الهدف
ووحدة
المصير ،
ووحدة
الجهاد
ووحدة
الشعار ،
الحوار الذي
يخدم
قضايانا
المصيرية
ويلتمس
الحلول
لمشكلاتنا
الأجتماعية
والسياسية
والأقتصادية
والثقافية
والنفسية ،
الحوار الذي
كنا على
الدوام
نطلبه وندعو
إليه ونتمسك
به ، لأنه جزء
من حياتنا
وتقدمنا
ونهوضنا
وأستقلالنا
وحريتنا ،
حوار من أجل
الإنسان
العربي
والإسلامي . وإننا
ومن منطلق
الحرص
الأكيد على
أهمية
الحوار نجد
من اللازم
إطلاعكم على
مجريات
الأمور عن
قرب ، لكي
نتمكن
جميعاً من
بناء قاعدة
من الثقة
تأخذ بعين
الأعتبار
مصلحة
شعبينا
وبلدينا . إن
الذي دعاني
إلى كتابة
هذا المرسال
أشياء لها
مسيس علاقة
بواقع
الأجتماع
الشيعي
وطبيعة
الفاعل فيه ،
ولم أكن أرغب
والله يدري
أن أبثه على
الملأ إلا
من بعد أن
أعيتني
الحيلة
وانقطعت بي
الأسباب
للأتصال بكم
والتحاور
نعكم عن قرب
ومماسة . حتى
أتمكن من كشف
ما يمكن كشفه
لكم من
تداعيات في
الجبهه
الإسلامية
ومن خروقات
تمس الحالة
الإسلامية ،
ولذا وجدتني
مضطراً كي
أخاطبكم عبر
هذا الطريق
إبراءً
للذمة
وتحقيقاً
للوعد الذي
قطعته على
نفسي أن
أجعلكم
دائماً
وأبداً
في صلب
الأحداث وفي
جوهرها ،
ترونها
وتتفاعلون
معها ،
وتنطلقون
لحلها عبر ما
يمليه عليكم
الواجب
الإسلامي
وحدوده
المعروفة . صاحب
السماحة :
علمت بعد حين
وبعد أن
أخبرتني
العيون إن
كتابي ــــ
السنن
التاريخية
في القرآن
المجيد
ــــــ قد
حُوَّر
وبُدَّل
بكتاب آخر
ليس من صنفه
ولا من جنسه
ولا من هويته
، ولم أجد
مبرراً يدعو
إلى هذا
العمل ولم
أجد من
الضرورة ما
يدعو إلى
أستبدال
كتابي بكتاب
غيره ، مع أن
كتابي يخدم
بالضرورة
الهدف
النبيل الذي
نجاهد سوياً
من أجل
تحقيقه
وإنجازه ،
الهدف الذي
دعت إليه
رسالات
السماء
وحركة
الأنبياء ،
الهدف الذي
تحملنا من
أجله الآلام
والهموم
والتبعات
الجسام ،
وأنا أعلم
أنكم تقدرون
مداها
وحجمها
وفداحتها ... ولقد
دأبت ومنذ أن
أنعم الله
علىَّ بنعمة
التأليف ، أن
أنفتح
بموضوعية
على قضايا
الإسلام
الكبرى ،
طرقت
أبوابها
أناقشها
بهدوء ،
وأحاول جهد
إيماني فك
عباراتها
وألغازها
حتى تكون
أكثر حداثة
وعصرانية ،
وأكثر
أستجابة
لمنطق
التطور
العلمي
الرهيب ،
مهتدياً
بسيرة السلف
الصالح
والمجددين
من علمائنا
المعاصرين ،
فكان من نتاج
هذه التجربة
أن خرج للنور
مجموعة من
القراءات
التي
قدمناها
للقارئ في
موضوعات
التاريخ
والفقه
والفلسفة
والعرفان
والتفسير
والعلوم
القرآنية في
سلسة
إصدارات كنا
نأمل أن تسد
الحاجة
والعجز
المعرفي
الذي يغطي
بعض أدراج
المكتبة
الإسلامية .
فكانت : أولاً
: إشكالية
الخطاب في
القراءة
التاريخية
لوقعة
كربلاء :
الكتاب الذي
أخذ على
عاتقه بيان
اهداف
الثورة
الحسينية
وتبيان
الأفكار
الخاطئة
التاريخية
والروائية ،
ونبذ
الأقوال
المتعالية ،
والتمسك
بفلسفة
التاريخ
وقوانين
التطور
التاريخي
وحركة
الصيرورة
الأجتماعية
ضمن القواعد
العلمية ،
والمقدمات
الأصولية
التي تجعل من
الحسين ـ ع ـ
حياً
ومعاصراً
لنا . وثانياً
: الأسس
السياسية
والمذهب
الواقعي :
الكتاب الذي
تناول
بالدرس
والتحليل
صورة الصراع
بين الإسلام
المؤسسة
والإحزاب
الشرقية
والغربية ،
وهو دراسة
موضوعية في
الفلسفة
السياسية
والفكر
السياسي
لولاية
الفقيه
والنتظم
السياسي
للإسلام . ثالثاً
: خطاب
المشروع
الوحدوي بين
الفكر
والممارسة :
الكتاب الذي
يجسد
العلاقة
الوحدوية
بين
المسلمين من
خلال الفتوى
التي قلنا
فيها بجواز
التعبد
بمذهب أهل
السنة ،
والتي جاءت
رداً على
الفتوى التي
أصدرها
الشيخ محمود
شلتوت ـ رض ـ
بجواز
التعبد
بمذهب
الشيعة
الإمامية ،
ولقد سببت
الفتوى التي
أصدرناها
إرباكاً بكل
تأكيد
للقيادات
المرجعية
المحافظة
مما جعلها
أقل أتزاناً
وتغطية
للحدث ،
وراحت عبر
أجهزتها
تطعن في
الفتوى
وتشكك بها
وبقدرتها
على الصمود
والمقاومة ،
فأتُهُمنا
بالوهابية
والسنوية
وترويج
العقائد
المخالفة
وما إلى ذلك
من التهم
التي لا يقوم
بها إلا من
أبتعد عن
دائرة
الجلال
والجمال
والإيمان ،
تلك الدائرة
التي تحصن
الإنسان من
النطق إلا
بما يرضي
الله في
مستوى
الحركة
والمجابهة . رابعاً
: حفريات
أنتربولوجيا
العلوم
القرآنية :
الكتاب الذي
قام بعملية
تنقيب معرفي
في قضايا
النزول
القرآني
والبعث
والعلم
والعصمة
والقدرة
والحق ، صحيح
أننا لم نجار
فيه ما هو
سائد في أدب
الكتابة
التراثي ،
ولكننا
يقيناً
أستخدمنا
آلية العصر
ومنطقه في فك
الإرباك
وتحليل النص
ومنع
التحايل على
القرآن من
خلال
الأنطلاق
بحرية من أجل
تشكيل قناعة
أكثر قبولاً
واستجابة
للشعور
الشعبي
الراغب في
التجديد
والتصحيح . صاحب
السماحة :
نعلم جميعاً
إن الإسلام
دين الحياة ،
دين التطور
والتقدم
والنهوض
المجتمعي
العام ، دين
الأنفتاح
على
الحظارات
بوعي ، يؤمن
بالتلاقح
الفكري
واستقطاب
العقول
المبدعة إلى
دائرته لكي
ينطلق معها
ومن خلالها
لتعميم
مقولة ـــــ
مبدأ الخير
العام
والعدالة
والسعادة
ـــ . وهذا
ما عملنا من
أجله
وتأكيده في
النفوس
والعقول
سنين طوالاً
، وقد تحملنا
من جرائه
الكثير من
الدعايات
فطوراً
بالسنية
والوهابية
وكانت ثالثة
أثافي هذه
الأتهامات
مساندة
الجماعات
المناوئة
للثورة ــ
كجماعة مهدي
الهاشمي
ــــ وتارة
من أجل
الرياسة وحب
الزعامة
وكثير من هذه
الدعايات
التي توهي
الصم الصلاب . فالذي
أرجوه منكم
أن تحاسبوا
الجماعة
التي تطلق
هذه
الدعايات ،
وأن تقيموا
من أجل ذلك
محاكمة
عادلة للحدّ
من التلاعب
بالقيم
ومشاعر
الناس . أنني
أحمّلكم
صاحب
السماحة
المسؤولية
والأمانة
كاملة لكي
تنجزوا
الوعد الذي
قطعتموه على
أنفسكم عبر
خطاباتكم
ومحاضراتكم
في أن تكونوا
عوناً
للمظلوم على
الظالم ،
تأخذون بحقه
وتدافعون
عنه
وتنصفونه . وها
انا قد تحملت
ظلماً
وعدواناً
جره علىّ
قولٌ حاقد من
رجال
ينتسبون
إليكم زوراً . فهل
ستكونون عند
حسن الظن بكم
وتحققوا
وعدكم الذي
قطعتموه ؟ صاحب
السماحة : مرة
أخرى ليكن
هذا المرسال
عهداً
جديداً
للتباحث في
المصير
المشترك
والقرار
والإرادة ،
وثقوا أن
أبناء
العراق هم
أهل التاريخ
وأهل
الحضارة ،
أبناء
الأنتماء
والولاء
والهوية ،
أبناء
الجذور
وأبناء
الرفض لكل ما
هو فاسد
وظالم ،
وشواهد
التاريخ
حيّة تنطق
بذلك . إن
إيمان
العراقي
بالحرية
والعدل يفوق
كل إيمان ،
ولذلك فهو
أكثر الناس
أستعداداً
لمناقشة كل
الملفات
والمشاكل
المتعلقة
والعالقة
بين بلدينا ،
عبر الحل
الذي يعطي
لكل ذي حقٍ
حقه ،
وباعتقادنا
أن ذلك لا يتم
إلا بالثقة
وجسور
المودّة
والشعور
بالمسؤولية
والواجب
الديني
والأخلاقي ،
فلنكن بقدر
التحدي
فواقعنا لا
يرحم . صاحب
السماحة : إن
تحديث
الوسائل
والآليات
المعرفية
وتصحيح
الأعتقاد
حاجة
جماهيرية
مُلحة ومطلب
إنساني أكيد
، وإنكم
تتحملون في
موقع
القيادة
القسط
الأكبر
لإزاحة كل
الركام
والتداعيات
والإسقاطات
التاريخية
والتراثية ،
والتعدي
المقصود على
العقيدة
والشريعة . وذلك
لا يتم بكل
تأكيد إلا
بالجهد
والعمل
المستمر
الدؤوب . وانا
أعلم أنكم من
أنصار حركة
الإبداع
والتطور
المعرفي ،
الحركة التي
قمنا ببعض
خطواتها عبر
المراجعة
الموضوعية
للأوراق
والدفاتر
التاريخية
والروائية ،
وأملي أن
يتاح لأهل
الفكر بأن
يشاركوا في
الجهد من
خلال إعادة
قراءة
وتقويم
التراث
وإنتاج
المعرفة . صاحب
السماحة : إن
التكديس
اللامشروع
للثروة من
خلال
الموارد
الشرعية عند
فئة من الناس
يؤودي حتماً
إلى إرباك
الوضع
الأجتماعي
والأقتصادي
، ويؤثر بشكل
مباشر على
خطط الإنتاج
والتنمية ،
ولأن هذه
الفئة كما
يبدو من
التجارب لا
تعير كثير
أهتمام
لحاجات
الناس
ومتطلباتهم
وشؤونهم
وشجونهم ،
وهي كذلك لا
تراعي حالة
التدافع
اليومي في
أقتصاد
السوق وحركة
الأستثمار
والبناء
والإعمار . لذلك
فالتكديس
عند هذه
الفئة يساهم
كما تعلمون
بزيادة
الهوة بين
الطبقات
الأجتماعية
ويساهم
بإنتاج
مجتمع طبقي
يقوم على
اقتصاد
برجوازي
رأسمالي
جديد يبُنى
على أساس
الدين ، وهذا
كما ترون
خلاف مبادئ
السماء
وحركة
الإصلاح
للأنبياء
والأولياء
العظام . ولقد
أثبتت
الأيام بما
لا يدع
مجالاً للشك
بأن من
يتولىَّ
تكديس
الثروة هم
رجال غير
مأمونين ولا
مرجوين في
إدارة
العملية
الأقتصادية
والمالية . وهذا
ما يجعلنا
أكثر
إصراراً على
إعادة مباني
الإطار
المرجعي
القائم .
والذي نرجو
أن تعيدوا
النظر فيه
وتساهموا
بجد من أجل
تأسيس جهاز
مرجعي أكثر
عقلانية
وواقعية
وعلمية
وإنسانية ،
جهاز يراعي
الحقوق
ويحترم
الواجبات ،
جهاز لا
يتعالى على
أبناء الأمة
ولا يعتبر
نفسه فوق
الجميع ،
جهاز لا
ملوكياً
سلطوياً
كما يُنظر
إليه الآن من
خلال
ممارسات
أفراده
الوراثية
القائمة على
نظرية ولاية
العهد
السيئة
الصيت . صاحب
السماحة :
إننا نقترح
أن تدعو إلى
تأسيس مركز
للدراسات
الأستراتيجية
مهمته وضع
الخطط
والبرامج
المستقبلية
واستشراف
الحالة
الإسلامية
وطبيعة
التحولات
العالمية
السريعة ،
وتوضيح
الموقف
الإسلامي
منها ،
وكيفية
التعامل
معها من أجل
إنهاض
المجتمع
وتعبئته
فكرياً
وعلمياً
وتربوياً ،
وهذا لن يتم
إلاّ بأن
تجعلوا
الأفكار حرة
تتلاقح في
الهواء
الطلق . وانني
لعلى ثقة بأن
أنصار الحق
في العالم
كله سيقفون
صفاً واحداً
يدافعون عن
هذه
التوجهات
ويدعمونها
بكل أمانة
وإخلاص ،
ويعملون
للوحدة
للتقدم
ولنبذ حالة
التعصب
والطائفية
دون التواء
أو تهم أو
مهاترات أو
أحقيات
مزيفة
ومزعومة
فالحق كل
الحق في
الإسلام
وحدة لا
أجزاء . ورجائي
أن تنظروا
إلى هذا
الأمر بجدية
والتزام ،
ولذلك
أخاطبكم
لأني أرى من
المناسب أن
يكون الكلام
معكم دون
سواكم
لمزايا
أعرفها عنكم
تشدُّني إلى
ذلك وتجعلكم
عندي محل
أحترام خاص .. صاحب
السماحة : مرة
أخرى أذكركم
بحالة
الأستبدال
التي جرت على
كتابي وأرجو
ان تتخذوا
الإجراء
اللازم من
أجل إعادة
طبعة من جديد
والإعلان
الرسمي من
دار النشر عن
الخطأ الذي
أر تكبته
ومعقابة
المسؤولين
عن ذلك .. وإذا
لم أجد ما
ينفع في هذا
المجال
فأرجوا ان
تسمحوا لي
بأن أعرض
المشكلة بكل
أبعادها على
المنظمة
الدولية
لحقوق
الإنسان
ورابطة
الكتاب
العلميين
ومنظمة
المؤتمر
الإسلامي
للدفاع عن
هذا الأمر
.. كل
الود والشكر
والعرفان
والسلام لكم
صاحب
السماحة . تقبلوا
فيض دعائي
ودمتم
سالمين . والسلام
عليكم ورحمة
الله
وبركاته . الشيخ
الركابي 15
شعبان 1414
هجرية |